recent
عناوين

التهاب السحايا

                             


التهاب السحايا هو عَدوى والتهاب يصيبان السائل والأغشية الثلاثة (السحايا) التي تحمي الدماغ والحبل النخاعي. ويُعرف الغشاء الخارجي السميك باسم الأم الجافية، والطبقة الداخلية الرقيقة باسم الأم الحنون. العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب السحايا

وهناك عدة أجناس من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا. ومعظم أنواع العدوى هذه يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر. وتسبب الجروح والسرطانات والعقاقير عدداً قليلاً من الحالات.
والتهاب السحايا البكتيري هو أكثر أنواع التهاب السحايا خطورة ويمكن أن يفتك بالمصاب به في غضون 24 ساعة.

ويمكن أن يصيب التهاب السحايا الأشخاص في أي عمر.

وهناك علاجات ولقاحات فعالة ضد بعض المسببات البكتيرية الرئيسية لالتهاب السحايا. ومع ذلك، لا يزال التهاب السحايا يشكل تهديدا كبيرا في جميع أنحاء العالم.

  • لتهاب السحايا مرض مدمر يسبب معدلات مرتفعة من الوفيات مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة طويلة الأجل (العواقب).
  • لا يزال التهاب السحايا يطرح تحدياً كبيراً للصحة العامة في العالم.
  • تنتشر أوبئة التهاب السحايا في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء.
  • تسبب التهابَ السحايا عدةُ كائنات حية، منها البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات.
  • يثير التهاب السحايا البكتيري قلقاً خاصاً. إذ يتسبب هذا النوع من التهاب السحايا في وفاة 1 من كل 10 أشخاص مصابين به ويعاني 1 من كل 5 أشخاص مصابين به من مضاعفات وخيمة.
  • اللقاحات المأمونة المتاحة بأسعار معقولة هي الوسيلة الأكثر فعالية لتوفير حماية طويلة الأمد.

ناك عدة أجناس من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا. ومعظم أنواع العدوى هذه يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر. وتسبب الجروح والسرطانات والعقاقير عدداً قليلاً من الحالات.

والتهاب السحايا البكتيري هو أكثر أنواع التهاب السحايا خطورة ويمكن أن يفتك بالمصاب به في غضون 24 ساعة.

ويمكن أن يصيب التهاب السحايا الأشخاص في أي عمر.

وهناك علاجات ولقاحات فعالة ضد بعض المسببات البكتيرية الرئيسية لالتهاب السحايا. ومع ذلك، لا يزال التهاب السحايا يشكل تهديدا كبيرا في جميع أنحاء العالم.

وهناك أربعة مسببات رئيسية لالتهاب السحايا البكتيري الحاد، هي التالية:

  • المكورة السحائية
  • العقدية الرئوية
  • المستدمية النزلية
  • العقدية القاطعة للدر(العقدية من المجموعة باء)

وهذه البكتيريا مسؤولة عن حدوث أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن التهاب السحايا في العالم وتسبب أمراضا وخيمة أخرى مثل التعفن والالتهاب الرئوي.

وتندرج بكتيريا أخرى، مثل المُتفطِّرة السلية، والسّلمونيلة، والليسترِية، والعقدية والعُنْقودِيَّة، كما أن الفيروسات مثل الفيروسة المعوية والنُّكاف والفطريات ولاسيما المستخفية، والطفيليات مثل الأَميبَة، ضمن الأسباب الهامة للإصابة بالتهاب السحايا.

ما هي الفئات المعرضة للإصابة بالتهاب السحايا؟

على الرغم من أن التهاب السحايا يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، فإن صغار الأطفال هم الفئة أكثر عرضة للإصابة به. والأطفال حديثو الولادة أكثر عرضة للإصابة بالعقدية من المجموعة باء، في حين أن صغار الأطفال معرضون أكثر للإصابة بالمكورة السحائية، والعقدية الرئوية، والمستدمية النزلية. ويتعرض المراهقون والشباب بشكل خاص للإصابة بمرض المكورات السحائية في حين يتعرض كبار السن خاصة للإصابة بالْتهاب السَّحايا بالعقدية الرئوية.

والأفراد من جميع أنحاء العالم معرضون للإصابة بالتهاب السحايا. ويسجل أعلى عبء لهذا المرض في منطقة في أفريقيا جنوب الصحراء، تسمى حزام التهاب السحايا الأفريقي، ويعرف عنها خاصة أنها معرضة بشدة لأوبئة التهاب السحايا بالمكورات السحائية وأيضا الْتِهاب السَّحايا بالعقدية الرئوية.

ويزداد احتمال الإصابة عندما يعيش الأفراد قريبين من بعضهم البعض، مثلا في التجمعات الحاشدة، أو في مخيمات اللاجئين، أو في أسر مكتظة، أو في بيئات يتجمع فيها الطلبة، أو في ثكنات عسكرية أو أماكن مهنية أخرى. ويمكن أيضا لأوجه العوز المناعي مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو عوز المتمّمة، والكبت المناعي، والتدخين الفعلي أو السلبي، أن تزيد من احتمالات الإصابة بمختلف أنواع التهاب السحايا.  

انتقال العدوى

تختلف طرق انتقال العدوى بحسب الكائن الحي. ومعظم البكتيريا التي تسبب التهاب السحايا مثل المكورات السحائية، والعقدية الرئوية، والمستدمية النزلية، تستقر في الأنف والحلق عند البشر. وتنتقل من شخص إلى آخر عبر رذاذ الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق. وغالبا ما تستقر العقدية من المجموعة باء في الأمعاء البشرية أو المهبل ويمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين عند اقتراب وقت الولادة.

وعادةً ما يكون استقرار هذه الكائنات غير ضار ويساعد في بناء المناعة ضد العدوى، بيد أن البكتيريا تغزو الجسم أحيانًا فتسبب التهاب السحايا والتعفن.

العلامات والأعراض

تتفاوت الخصائص السريرية للمرضى المصابين بالتهاب السحايا حسب سبب الإصابة ومسار المرض (حاد أو شبه حاد أو مزمن) ومدى تأثر الدماغ (التهاب السحايا والدماغ) والمضاعفات البنيوية (الإنتان مثلاً).

وتشمل الأعراض الشائعة لالتهاب السحايا تصلب الرقبة والحمى والارتباك أو تغير الحالة العقلية والصداع والغثيان والقيء.

وتشمل الأعراض الأقل شيوعاً الاختلاجات والغيبوبة والقصور العصبي (مثل فقدان السمع أو البصر والعجز الإدراكي أو ضعف الأطراف).

وقد تتشابه أعراض التهاب السحايا الناجم عن الفيروسات أو البكتيريا. وقد تكون أعراض بعض أنواع التهاب السحايا أشدّ من غيرها وتتطلب علاجاً مختلفاً.

ويمكن أن تؤدي البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا إلى أعراض أخرى بسبب عدوى مجرى الدم (الإنتان الدموي) الذي يمكن أن يؤدي سريعاً إلى الإنتان، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • برودة اليدين والقدمين
  • ازدياد سرعة التنفس عن المعتاد
  • الإسهال
  • طفح جلدي داكن بنفسجي أو أحمر اللون

وتختلف الأعراض لدى الرضع عن البالغين، وتشمل ما يلي:

  • قلة الحركة وصعوبة الاستيقاظ
  • التهيج وصعوبة تهدئة الرضيع
  • عدم الرغبة في الطعام
  • تصلب أو ترهل الجسم
  • تورم الموضع اللين في الرأس (اليافوخ)

المضاعفات والعواقب

يمكن أن يعاني واحد من كل خمسة ناجين من نوبة التهاب السحايا البكتيري من آثار طويلة الأمد. وتشمل هذه الآثار فقدان السمع، والنوبات، وضعف الأطراف، وصعوبات في الرؤية والكلام واللغة والذاكرة والتواصل، بالإضافة إلى الندوب وبتر الأطراف بعد التعفن.

الوقاية

توفر اللقاحات أفضل حماية ممكنة من أنواع التهاب السحايا البكتيري الشائعة.

ويمكن للقاحات أن تقي من الإصابة بالتهاب السحايا الناجم عن:

  • المكورة السحائية
  • العقدية الرئوية
  • المستدمية النزلية

ويمكن لالتهاب السحايا بنوعيه الفيروسي والبكتيري أن ينتقل من شخص إلى آخر. إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بأي من نوعي التهاب السحايا، فعليك أن تقوم بما يلي:

  • تحدث مع طبيبك أو ممرضك لأخذ مضاد حيوي (في حالة التهاب السحايا البكتيري)
  • واظب على غسل يديك خصوصاً قبل تناول الطعام
  • تجنب المخالطة اللصيقة ومشاركة الأكواب أو لوازم الأكل أو فرشاة الأسنان. 

1- التطعيم

أتيحت منذ عدة سنوات لقاحات مرخصة مضادة لالتهاب السحايا بالمكورات السحائية والعقدية الرئوية والمستدمية النزلية. ولهذه البكتيريا عدة سلالات مختلفة (تعرف بالأنماط المصلية أو الزّمر المصلية) وقد صممت اللقاحات للحماية من السلالات التي تسبب أشد الأضرار. ولا يوجد لقاح جامع ضد التهاب السحايا.

وفي حزام التهاب السحايا الأفريقي، مثل التهاب السحايا بالمكورات السحائية من الزمرة A نسبة تتراوح بين 80 إلى 85% من أوبئة التهاب السحايا قبل نشر اللقاح المتقارن المضاد لالتهاب السحايا بالمكورات السحائية من الزمرة A من خلال حملات وقائية واسعة النطاق (منذ عام 2010) وإدراجه ضمن برامج التمنيع الروتيني (منذ عام 2016). ومن الضروري مواصلة إدراج اللقاح في برامج التمنيع الروتيني والحفاظ على تغطية عالية لتجنب عودة الأوبئة إلى الظهور.

2- المضادات الحيوية للوقاية (الوقاية الكيميائية)

تقلّل المضادات الحيوية، عند إعطائها فورا للمخالطين القريبين من المصابين بالتهاب السحايا بالمكورات السحائية، من احتمال انتقال العدوى. وخارج حزام التهاب السحايا الأفريقي، يوصى المخالطون القريبون باستخدام الوقاية الكيميائية داخل الأسرة.  وداخل حزام التهاب السحايا، يوصى المخالطون القريبون باستخدام الوقاية الكيميائية في الحالات غير الوبائية. ويعد سيبروفلوكساسين أفضل مضاد حيوي، ويمكن تناول سيفترياكسون بديلا عنه.

ويوصى في العديد من البلدان بتحديد الأمهات اللاتي يتعرض أطفالهن لخطر الإصابة بمرض العقدية القاطعة للدر من المجموعة باء. ويمكن أن يعطى البنسلين الوريدي للأمهات المعرضات للخطر أثناء المخاض لوقاية أطفالهن من الإصابة بعدوى العقدية القاطعة للدر من المجموعة باء.

التشخيص

يمكن إجراء التشخيص الأولي لالتهاب السحايا عن طريق الفحص السريري، ثم إجراء بزل قَطَني. ويمكن أحيانا رؤية البكتيريا في الفحوصات المجهرية للسائل النخاعي. ويُدعم التشخيص أو يُؤكد عن طريق تكاثر البكتيريا من عينات السائل الدماغي النخاعي أو الدم، أو عن طريق اختبارات تشخيصية سريعة أو عن طريق تفاعل البوليميراز التسلسلي (PCR). ومن المهم تحديد الزّمر المصلية والحساسية للمضادات الحيوية. ويميز التحديد الجزيئي وتسلسل الجينوم الكامل المزيد من الاختلافات بين السلالات ويسترشد بهما في استجابات الصحة العامة.

العلاج

يعدّ التهاب السحايا من حالات الطوارئ الطبية.

وقد يسبب التهاب السحايا الوفاة في غضون 24 ساعة من الإصابة به ويقتضي عناية طبية عاجلة. ولا يمكن عادةً الاعتناء بالمريض على نحو مأمون في المنزل.

وقد تتشابه أعراض التهاب السحايا الناجم عن العدوى الفيروسية والبكتيرية. ويمكن أن تتفاوت حدة التهاب السحايا والعلاج والرعاية المناسبين له حسب العامل المسبب للمرض. ويتعين مباشرة علاج التهاب السحايا الناجم عن البكتيريا بالمضادات الحيوية على الفور.

وينبغي لأي شخص تظهر عليه علامات أو أعراض التهاب السحايا أن يلتمس الرعاية الطبية فوراً في مستشفى أو مركز صحي، للتحقق مما إذا كان مصاباً بالتهاب السحايا وتأكيد سبب العدوى وتحديد النوع المناسب من العلاج والرعاية.

 ويمكن أن تؤثر عواقب التهاب السحايا تأثيرا بالغا على الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية، سواء من الناحية المالية أو الناحية العاطفية. وفي بعض الأحيان، قد لا يتعرف مقدمو الرعاية والعاملون في مجال الرعاية الصحية على مضاعفات مثل الصمم أو صعوبة التعلم أو المشاكل السلوكية، ومن ثم لا يقدم علاج لها.

ويحتاج غالباً من عانوا من التهاب السحايا إلى الرعاية الصحية التي تتطلب علاجات طبية طويلة الأجل.  ويمكن أن تترتب على الآثار النفسية الاجتماعية المستمرة التي تسببها الإعاقة الناجمة عن التهاب السحايا تأثيرات طبية وتعليمية واجتماعية وتأثيرات على حقوق الإنسان. وعلى الرغم من العبء الكبير الذي يسببه التهاب السحايا للأشخاص الذين يعانون منه ولأسرهم والمجتمع المحلي، فإن الحصول على الخدمات والدعم لعلاج هذا المرض غالبا ما يكون غير كاف، ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وينبغي تشجيع الأفراد والأسر الذين يعانون من إعاقة بسبب التهاب السحايا على التماس الخدمات والإرشادات من المنظمات المحلية والوطنية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها من المنظمات المعنية بالإعاقة، والتي يمكنها أن تقدم مشورة أساسية بشأن الحقوق القانونية والفرص الاقتصادية والمشاركة الاجتماعية لضمان تمكّن الأشخاص المعاقين بالتهاب السحايا من عيش حياة كاملة ومجزية.

الترصد

يعد الترصد، بدءا من الكشف عن حالات الإصابة إلى التحقيق والتأكيد المختبري، ضروريا لمكافحة التهاب السحايا. وتشمل الأهداف الرئيسية ما يلي:

  • الكشف عن الفاشيات وتأكيدها؛
  • رصد اتجاهات الانتشار، بما في ذلك توزيع وتطور مسارات الأنماط المصلية والأنماط المصلية؛
  • تقدير عبء المرض؛
  • رصد مواصفات مقاومة المضادات الحيوية؛
  • رصد انتقال وتوزيع وتطور سلالات معينة (النسيلة)؛
  • تقدير أثر استراتيجيات مكافحة التهاب السحايا، ولا سيما برامج التطعيم الوقائي.

استجابة منظمة الصحة العالمية

وضعت منظمة الصحة العالمية خريطة الطريق العالمية بشأن "دحر التهاب السحايا بحلول عام 2030" بدعم من العديد من الشركاء. وقد وافقت جمعية الصحة العالمية في عام 2020 على هذه الاستراتيجية في أول قرار بشأن التهاب السحايا حظي بتأييد بالإجماع من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.

وتضع خريطة الطريق رؤية شاملة "نحو عالم خال من التهاب السحايا"، وهي تشتمل على ثلاثة أهداف واضحة:

  • القضاء على أوبئة التهاب السحايا البكتيري؛
  • الحد من حالات التهاب السحايا البكتيري التي يمكن الوقاية منها بنسبة 50% والوفيات بنسبة 70%؛
  • الحد من الإعاقة وتحسين نوعية الحياة بعد الإصابة بالتهاب السحايا نتيجة لأي سبب.

.  

google-playkhamsatmostaqltradent